المرحلة الأولى في مخفر الجابرية 1/8/1990م :
كنت على رأس عملي ليلاً يوم الأربعاء
الأسود بتاريخ 1/8/ 1990م ، وبتمام الساعة 10.30 ليلاً أتصل بي المقدم عادل
الصباغة ، قائد منطقة حولي ، وكنت آنذاك أنا ضابط مخفر الجابرية ، وبدأ يتحدث معي
أن ديروا بالكم وفتحوا أعينكم ، وأبلغني عند حدوث أي مشكلة أن أخبره بذلك ، واستغربت بشخصي من
شخصهِ لهذا الاتصال ، وبتمام الساعة 3.30 ليلاً من صباح يوم الخميس ، أتصل محقق
مستشفى مبارك بمخفر الجابرية يطلب ضابط المخفر ، وكنت أنا وقتها في مخفر النقرة ،
عند ملازم أول حمد العميرة ، وكان بصحبتنا الملازم أول بدر الغضوري ، فأبلغوني بأن
مخفرك يطلبك ، وفعلا ذهبت إليهم ، ومن ثم اتجهت إلى مستشفى مبارك لأستشف ما الخبر
لديهم ، وإذا بشخصين مصابين بطلق ناري ، أحدهما من عائلة الزامل ، والآخر لا أذكر
اسمه ، ولكن الزامل كان الأخف إصابة ، فكان يروي أنه تعرض لطلق ناري عند الإذاعة
من شخوص عراقيين ، فأخبرته أن الإذاعة ليست من اختصاصنا وكنت أقصد هنا ( شبك
الإذاعة في كبد ) ، فرد وهو يقول أن من أصابه هو الجيش العراقي عند الإذاعة الكويتية في الديرة
، فصدمني الخبر ، ولم أكاد أن أصدقه ، فتركته وتوجهت إلى مقر عملي لأتصل في
محافظة العاصمة لأستطلع الخبر ، فأبلغوني بأن القوات العراقية غزت الكويت وهيّ َ موجودة بالديرة وهي
في حالة قصف لقصر دسمان ، فبدأت أتصل على كل من أعرفه من الضباط لأبلغهم بالخبر ،
ومنهم من صدق ومنهم من لم يصدق ، وأعتقد أنها مزحة ، وبدأ ضباط مخفر الجابرية
يتوافدون إليّ ، ومنهم النقيب صياح المطيري ، ورئيس مخفر الجابرية آنذاك عبيد مخلد
المطيري ( بو خالد ) ، والملازم أول عايض الهاجري ، وبدأت رحلة جديدة مع الجيش
العراقي الغاشم ، وكانت جميع مخافر الكويت والمحافظات قد سقطت عدا مخفر الجابرية ،
ومن يوم الخميس اتصل بيّ مساعد مدير أمن محافظة حولي العقيد / حسن جاسم ، وأبلغني
أن أستلم التحقيق مع الأسرى العراقيين المحتجزين لدينا ، وفعلاً بدأت أحقق مع كل
فرد عسكري يأسر من الجيش العراقي ، وكانت النظارة مملوءة بالأسرى ، كما أن مستشفى مبارك
به أسرى عراقيين ، وعليهم حراسة وزعت من قبلنا ( مخفر الجابرية ) ، وتم استدراج
بعض الجنود من أسقطوا بطائرتهم في النقرة ، كذلك تم إلقاء القبض على من أطلقوا
النار على بنك الدم في الجابرية بقيادة الملازم عايض الهاجري ، وجميع من أسر تم
التحقيق معه من قبلنا .
سقوط مخفر النقرة :
سقط مخفر النقرة من يوم الجمعة ، حيث دخله الغزاة العراقيين ظهراً وكان بداخله أفراد الشرطة وضباطهم بلباس مدني ، وفعلاً قامت القوات العراقية بإخراج جميع من في المخفر وسيطروا على مخفر النقرة .
إحراق مخفر الجابرية من يوم السبت الموافق 4/8/1990م :
بتمام الساعة 12.00 ظهراً من يوم
السبت الموافق 4/8/1990م ، حين سقط مستشفى مبارك بيد القوات العراقية ، حين بدئوا
يطلقون النار على الشرطة من رشاش عيار 50م ، وتمت إصابات بعض الشرطة ومن بينهم أحد
الأفراد من عائلة مندني ، حينها ذهبت إلى رئيس مخفر الجابرية المقدم / عبيد مخلد
المطيري لأخبره بسقوط مستشفى مبارك ، وما يتوجب علينا فعله ، واقترحت عليه أن يجب علينا الآن أن نقوم بحرق المخفر بما فيه الجنود العراقيين ، ولكنه لم يستمع إليّ بحجة أن لا أمرٌ
لدية ، فأخبرته أني ذاهبٌ إلى البيت ، ويتوجب عليك أن يترك المخفر حالاً ، لأنهم
في حال قدومهم إليكم سيعدمونكم جميعاً ، وفعلاً ذهبت إلى بيت خالتي في بيان ،
وكانت معي جميع التحقيقات التي أخذت من الجنود الأسرى العراقيين ، وعند العصر
عاودت الرجوع إلى المخفر ، فما وجدته إلا محروقاً حرقاً كاملاً دون وجود أي جثةٍ
بالنظارة .سقط مخفر النقرة من يوم الجمعة ، حيث دخله الغزاة العراقيين ظهراً وكان بداخله أفراد الشرطة وضباطهم بلباس مدني ، وفعلاً قامت القوات العراقية بإخراج جميع من في المخفر وسيطروا على مخفر النقرة .
إحراق مخفر الجابرية من يوم السبت الموافق 4/8/1990م :