الاثنين، 9 سبتمبر 2013

يوم الخروج من الكويت عن طريق منفذ النويصيب :

ضاقت بنا السبل في الكويت ، فاضطررنا لمغادرة الكويت ، واقترحت على ابن خالتي السيد / عادل أحمد عثمان داوود الخراز ، بالخروج من الكويت والتوجه إلى المملكة العربية السعودية ، وفعلاً اتجهنا من صبيحة اليوم الثاني وكان يوم أحد من شهر 10/ 1990م ، وكانت السيطرات العراقية على هذا الطريق مقسمة إلى ثلاث سيطرات ، الأولى ما بعد تقاطع جسر فحيحيل السريع والملك فهد ، وكانت الثانية ما بعد الإطفاء ( بنيدر ) ، وكانت الأمور مشددة ، وكنا نستقل سيارتين ، أنا وزوجتي وأبني جاسم بسيارة ، وكان أبن خالتي وزوجته وأطفاله ووالدته خالتي بسيارةٍ أخرى ، وكنت أنا شخصياً اخبي ما لدي من ثبوتيات ومن أموال بسيطة في حفاظة أبني جاسم ، حيث كان عمره آنذاك سنة ، ولم نتجاوز السيطرة الأولى إلا بعد صلاة العصر ، وتفاجئنا بالسيطرة الأخرى الثانية ، وكانت أشد تفتيشاً من الأولى ، وطال بنا الأمر حتى أن أصبحنا ندخل في آذان المغرب ، والشارع مزدحم ، يكادُ أن لا يتحرك البتة ، فارتجلت من سيارتي واتجهت إلى ذات النقطة للتفتيش ، وإذا بالعراقيين يأخذون من الشباب الكويتي ما يحلو لهم ، فرجعت إلى سيارتي وأخبرت من في طريقي من الكويتيين ، وإذا بأحد الشخوص الكويتية يدير مركبته باتجاه الكويت ، فطلب منه الجندي العراقي أن أثبت ولا تتحركْ ، ولكن الكويتي كان يرادده بحجة أنه غداً سيأتي ، فبدأ الجندي العراقي بإطلاق النار في الأرض مخوفاً للشاب الكويتي ، وهو يصرخ عليه أثبت في سيارتك ، وعندها لاحظت بعض الجنود مم من هم يحملون أمتعتهم وكانوا مترجلون باتجاه الكويت ، فذهبت لأحدهم لأتحدث معه ، معرضاً عليه المساعدة ، علني أتخذ منه سبيلاً للرجوع ، وأخبرته ما إذا كان يود هو وأصحابه المساعدة في إيصالهم إلى داخل الكويت ، وفعلاً طلب المساعدة من أن أحط به هو وأصحابه في دوار أبو العظم ، وفعلا حملتهم وأعطيتهم من الماء ومن الزاد ما مكنني من أن أكسبهم لصالحي ، وأخبرتهم بأن لي عائلة أخرى هنا وأود اصطحابها معي ، فطلبوا مني أن أذهب إليها ، وفعلاً طلبوا من ابن خالتي أن يلحق بنا ، وانتهت المشكلة بعدما أوصلونا وأوصلتهم إلى داخل الكويت   .

المرحلة الثالثة يوم الأسر 6/11/1990م 
تفاصيل الثواني الأخيرة ما قبل الأسر : 
في صبيحة يوم 6/11/1990م اتصل علي صديق يدعى محمد النجار ، يعمل في الإطفاء العام ، وأخبرني إذا ما كنت أرغب بالخروج من البلاد عن طريق حلبجة ، بكامل هوياتي وأغراضي بمقابل مادي ، يدفع لبعض المتنفذين العراقيين مم من هم يسيطرون على الإطفاء العام ، فاستهواني الخروج ، وحددت معه موعد اللقاء بالليل في شقته بالسالمية ، عمارات بيت التمويل مقابل نادي السالمية الرياضي ، وبعد المكالمة ذهبت لمنطقة بيان منزل النقيب / خالد المنصور ، لمقابلة الضباط الكويتيين المتواجدين في هذا المنزل ، لإخبارهم أخر المستجدات في خيطان ، حيث بدأت السلطات العراقية تتصيد الضباط الكويتيين على الحواجز ، وطلبنا منهم أن لا يدخلوا خيطان من خلال السيطرات العراقية ، وحينها كانت بحوزتي بعض الهويات والدفاتر المزورة ، وكنت أنوي التوجه إلى ضاحية صباح السالم لإيصال بعضاً منها ، لبعض الضباط الكويتيين ، فرافقني الملازم أول فهد دحام الظفيري من منزل بيان ، واتجهنا إلى ما نصبوا له ، توزيع تلك الهويات وتلك الدفاتر ، ومن ثم توجهنا إلى منزلي الكائن بالقرين ، وكان هناك الملازم أول خالد درويش الخضاري ، فتناولنا الغداء واسترحنا حتى أن حل المساء ، فأخبرتهم بما ينتظرني من موعد بالسالمية ، وإذا ما كان لهم الرغبة في الذهاب معي من عدمه ، رافقني الملازم أول فهد دحام الظفيري بالذهاب إلى السالمية ، الموقع سالف الذكر ، وكان في نفس العمارة أبناء خالتي بالدور الثالث ، وبعد الانتهاء من مقابلة أحد الضباط العراقيين عند المدعو محمد النجار ، توجهنا إلى شقة المغاربة أبناء خالتي بالدور الثالث لنبيت عندهم ، حيث لا يمكننا الذهاب للمنزل لحظر التجوال ، وأثناء طرقنا للباب وأثناء فتح الباب ، وإذا بالزميل بو سعيد الياقوت وهو يشير لي بصمت أرحل فهد داخل ، فقلت له أي فهد : فقال قدير مرزوق ألشمري ( بدون ) ، وأفاد أنه يسأل عنك : وقلنا له أنك خارج البلد بالسعودية ، وهنا دفعته ودخلت إلى داخل الشقة ، فبدأ من في داخل الشقة يسلم علي ويسأل وينك بومشعل ، فقلت لهم كنت بالسعودية واليوم دخلت إلى الكويت ، وبدأ فهد قدير مرزوق ألشمري يتعالى بصوته ، وينك كنت أسأل عنك ، فقلت له وماذا تريد ، فقال أود أن تعمل معنا ، فقلت له أنا أعمل معكم : فقال نعم : وهنا قررت الإجهاز عليه ، وفعلاً استللت سكيناً من المطبخ دون أن يلاحظني أحد ، ووضعتها تحت المطرح الذي نجلس عليه ، فلاحظني العقيد عثمان الفيلكاوي ( بوخالد ) ، ولكنه سرعان ما استَلَ السكين على مرأى من أعين المتعاون فهد قدير مرزوق ألشمري ( بدون ) ، وبدأت المشكلة ، حيث أنهلت عليه بالضرب ومن ثم طردته ، وهنا أشار علي كل من هو موجود بالشقة بالخروج من الشقة حالاً ، وفعلاً خرجت من الشقة وذهبت إلى شقة محمد النجار بالدور الأول ، أنا والملازم أول / فهد دحام الظفيري ، وعند تمام الساعة الثالثة فجراً من نفس الليلة ، سمعنا أصوات وخطى جنود عراقيين تهرول بحوش العمارة ، كذلك أصوات مركبات عسكرية ( كارجو ) تتوقف في ساحة العمارة ، وإذا بنا نسمع أبواباً تتكسر ، وأصواتاً صاخبة ، وإذا بباب شقتنا يكسر ، ومن ثم دخلوا علينا وطلبوا الثبوتيات ، وما أن أعطيتهم البطاقة المدنية حتى سألوني أنت ضابط أمن دولة ، فأجبتهم نعم ، فاقتادونا جميعاً ، كما اقتادوا معنا كل من هو متواجد في شقة المغاربة ، وتوجهوا بنا إلى مخفر السالمية ، وهناك دخل علينا المتعاون معهم / فهد قدير مرزوق ألشمري متلثماً ، وكان يشير علي ( أنا ) وعلى ( علي الرقم ) وعلى ( بوعبدالله ياسين من سكان الرميثية )، كذلك أشار بإصبعه على ( الملازم أول / فهد دحام الظفيري ) ، وتم إخلاء سبيل من كان معنا ، واقتادونا نحن الأربعة فقط إلى مخفر صليبية   .