ليس من السهل من أن تأوي ضباطاً من
العسكر الكويتي في منزلك أبان الغزو الغاشم على دولة الكويت ، ولكن الضرورة أبت
إلا أن نأوي عدداً من الضباط الكويتيين للمحافظة عليهم ، وكان منزل والدي رحمة
الله عليه يحتوي على سطحين الأول ما بعد الدور الأرضي ، ولا يتم الدخول له إلا من
خلال أحد الغرف بالدور الأول ، أما الآخر فهو السطح المعتاد ما بعد نهاية بيت
الدرج ما بعد الدور الأول ، وكان منزل والدي مليء بالضباط ، وإذا ما سمعنا الباب
الخارجي يطرق ، وإذا ما أحسسنا بوجود القوات العراقية على الباب ، استدرجناها
لنسرع في تهريب الضباط عن طريق السطح السفلي ، ومنه إلى الجيران منزل عبد العزيز
جوهر الفرحان ، وهكذا كنا نتعامل مع القوات العراقية في حال وجد التفتيش .
اعدام شباب خيطان أمام منزلهم بيوت
الجيش :
يروي جاسم شاهين دشتي : يقول : بحكمي
أحد جيران الشهيد سعد ألشمري ، صحوت على ضجيج ارتفاع صوت العراقيين بالفريج ،
وبدأت أتنصت على ما يجري من شباك منزلي القريب مما يحدث ، ورأيت ثلاث شبان كويتيين
يتم إعدامهم أمام منزل المغفور له سعد ألشمري ، وكان من ضمنهم نهار السرحان وأنور
العصفور : تبدأ القصة حين عزم بعض الشباب الكويتي بعضاً من الجنود العراقيين على
وليمة عشاء ، في ديوان المغفور له / سعد ألشمري ، بمنزله الكائن بمنطقة خيطان ( ببيوت
الجيش ) ، وتم تسميم جميع الجنود العراقيين ، ولأن السيطرة كانت قريبة منهم ،
بالقرب من منزل العصيمي ، لم يتمكنوا من إخراج الجثث من الديوان ، وتفاجئ الفريج
صباحاً بضجة جنود زبانية صدام تجوب الفريج ، بيتاً بيتاً وفريجاً فريج ، بحثاً عن
الجنود العراقيين ، وتم إلقاء القبض على من يتواجدون في الديوان الآخر ، القريب من
الديوان المقصود ، ومنه وبصحبتهم اتجهوا إلى الديوان القريب منهم والمقصود ، وفوجئ
الجنود العراقيين بجثث أصحابهم الجنود العراقيين المقبورين داخل الديوان : يقول
جاسم : تم أسر واحتجاز من كانوا في الديوان الآخر جميعهم في نفس المنزل – منزل الشهيد / سعد ألشمري ، وتم التحقيق معهم في
نفس المنزل ، وبعد العصر أخرجوهم وأعدموهم أمام المنزل ، ومن ثم رموا عليهم شرشف
وردي مخطط وحملوهم بالإسعاف ، ومن ثم حرقوا المنزل بعد إخراج أهله منه .
الخروج من منطقة خيطان والذهاب إلى
منطقة بيان والقرين :
تبلغنا من أن الملازم أول كمال
الدريعي بخيطان قد سجل بالجيش الشعبي ، وفعلاً ذهبت إليه أنا وبصحبتي أخي وليد
العربيد لمنزله الكائن بخيطان ، وتم التحادث معه بخصوص هذا الشأن ، وبخصوص ما إذا
أبلغ السلطات العراقية عن أسماء ضباط كويتيين : فأبلغنا لا .. وأنه كان مجبر ، فقررنا الخروج من خيطان والذهاب
بعضاً منا إلى بيان والقسم الآخر إلى القرين .
استقر ببيان بمنزل النقيب خالد
المنصور كلاً من / الملازم محمد العربيد الدفاع – الملازم أول فهد دحام الظفيري
الدفاع – النقيب وليد المنصور الداخلية – النقيب خالد المنصور ، وكان معهم ضباط
آخرين لا تحضرني أسمائهم ، واتجهت أنا والملازم أول خالد درويش الخضاري إلى القرين
، وكان برفقتنا أزواجنا وأطفالنا ، وظل خالد مع أهله لدي بالقرين حتى أن تم أسري .