الجمعة، 24 فبراير 2012

معتقل باعقوبة ( مدينة البرتقال ) :

تم ترحيلنا إلى باعقوبة من عصر يوم الاثنين من معتقل سجن الرشيد ، وكان معتقل باعقوبة هو ( كسجن الرشيد ) ، كبير - وبوابات كبيرة - وأشباكٍ شائكة – ونزلاء عراقيين مع عوائلهم وأطفالهم – وكان عبارة عن مهاجع مبنية من الطابوق ، وليس به سوى خليط من الضباط الكويتيين ، من مختلف الفصائل والوزارات الكويتية ( الدفاع – الداخلية – الحرس الوطني ) ، وكل مهجع به خمسون ضابط كويتي ، وكانت القيادة الكويتية العسكرية بقيادة الشيخ أحمد الخالد الصباح هيَّ منعزلةٌ عنا ، ولكننا نلتقي بها صباحاً ، وكان عدد الضباط الكويتيين بهذا المعتقل قرابة 679 ضابط كويتي .


الإصلاحات داخل معتقل باعقوبة "المطبخ والمهاجع" :
تم إصلاح المطبخ والمهاجع داخل سجن باعقوبة على نفقة الضباط الكويتيين ، حيث تم تجهيز المطبخ بكامل حاجياته ولوازمه على نفقة الضباط الكويتيين ، كذلك هما المهاجع ، حيث تم تجهيزهما بكامل ما يحتاجون له من أنوار وكهرباء ولوازم أخرى من بطانيات وفرش على نفقة الضباط الكويتيين ، وتم تكليف عدد من الضباط وهم لا يتجاوزون الـ 10 ضباط ، بالقيام بشؤون المطبخ ، حيث كانوا يطبخون فترة الغداء والعشاء لـ 679 ضابط بشكل يومي وباستمرار ، وكان رؤساء المهاجع يرسلون في كل فترة أحد الضباط بالتناوب لإحضار وجبات الغداء والعشاء .

توزيع معاشات ما قبل الضربة الجوية على الضباط الكويتيين المحتجزيين من قبل طاغية بغداد المقبور : 
تنامى لعلمنا أن السلطات العراقية تنوي توزيع معاشات على الضباط الكويتيين المحتجزيين لديها ، فتأتت إلينا الأوامر من القيادة الكويتية العسكرية المحتجزة معنا بقيادة الشيخ أحمد الخالد الصباح ، أن لا نأخذ أيّ فلس حتى نخبركم ، وما نود معرفته هو ، هل أنتم ضباط كويتيين محتجزين لديهم ، أم مقيدين ضباط عراقيين ، وبعد يوم أو يومين أتتنا الأوامر بأخذ هذه المبالغ من المال من السلطات العراقية ، حيث تبين للقيادة الكويتية أننا ضباط كويتيين محتجزين لدى السلطات العراقية ، فأخذناها وكنا بحاجة لها آنذاك ، كنا لا نعلم كم سنلبث عندهم ، وكان أقل رتبة قد صرف لها قرابة 1.500 عراقي مزور .




البرنامج اليومي في معتقل باعقوبة "مدينة البرتقال" : 
يـُتـَمَمْ علينا في كل مساء داخل المهاجع ، ومن ثم تقفل الأبواب علينا حتى الساعة 7 صباحاً ، وفي الصباح تفتح لنا الأبواب فنكون أحرار الحركة في محيط المعسكر الذي نحتجز به مسلوبين الإرادة ، وكنا في الصباح نجتمع ونتحاور ونجلس ونتمشى ونصنع الشاي والقهوة ، ونلتقي مع باقي المهاجع ومع القادة ونأخذ منها الأوامر ، وكان عدد الأفراد العسكريين الكويتيين لا يقل عن 50 فرد كويتي عسكري في المهجع الواحد من جميع مختلف الرتب ، وكان لكل مهجع مسئول مكلف من مسئول المهجع لنقل الأخبار التي تجري على الساحة من القنوات الإخبارية لبقية أفراد المهجع ، وكنا نتناوب على إيصال وجبات الغداء والعشاء من المطبخ إلى المهجع في كل يوم على فردين ، وهكذا وفي المساء بتمام الساعة 7.30 مساءً تقفل الأبواب علينا بعد أن يتمم علينا وهكذا في كل يوم .

مخطط الهروب من معتقل باعقوبة  :
فاجئنا قبل الضربةِ الجوية ، بأن القيادةِ العسكرية الكويتية تقوم بتوزيع بلسوتات ونقود وتمر علينا ، وأبلغونا من أن هناك خطة للهروب من هذا المعتقل ، ولكن في حالتين :
الأولى : في حال حصل دمار شامل على هذا المعسكر .
الثانية : في حال حصل تمرد شامل من قبل الجنود العراقيين الموجودة هنا على المعسكر .
وتم تزويدنا بمخطط الهروب ، بالإشارة إلى مكان مستودع الأسلحة الموجود في معتقل باعقوبة ، وأن أقرب طريق لنا في حال الهروب ، طريق خانقي ، القريب لإيران  .


الإفراج والخروج من معتقل باعقوبة "مدينة البرتقال" :
في منتصف رمضان وقت الفطور حضر إلينا الصليب الأحمر ، وقيد أسماءنا ، وأعطى لكل ضابط منا باسبورت به رقم خاص بكل ضابط ، وأبلغونا أن ساعة الخروج هو شأنٌ عراقي كويتي ، وبـ 30/3/1991م من يوم السبت تم الإفراج عنا ، ودخلنا السعودية عن طريق عرعر ، ومن ثم الكويت "المطار الدولي" ، ومن ثم صالة شيخان الفارسي .